آخر المقالات

Wednesday, February 2, 2022

ينبغي التفكير بعنف و الرد برفق


" Il faut penser avec violence et réagir avec douceur "
ترجمتها الحرفية كالتالي :
" ينبغي التفكير بعنف و الرد برفق "

عبارة ألقاها أستاذي أثناء الدرس و علقت بذهني بعضا من الزمن ..
تساءلت ، ما نسبة الناس الذين يطبقونها ؟!
ما نسبة الناس الذين يعيشون انفعالاتهم و كل حواراتهم و أقوالهم الخاطئة التي من الممكن أن تقصف صرح علاقات عَمَّرت لسنوات في لحظة ؟!
لحظة عنيفة من الطيش و الغضب الذي لا رجوع عنه أو عن حكمه إذا وقع ، تماما كالسيف !
و الجواب كان نفسه الذي طرأ على ذهنك الآن  ، قِلة مختارة تلك التي تفكر بشكل أعنف من رد فعلها !
أغلَبُنا نفوس ثائرة لم تُروَّض بعد ، و ألسنة بلا لجام لم تُدرِّب نفسها على الصمت الحكيم و الحديث المتزن القويم !
ستخبرني ، هل مِن المفترض أن نكون بلا انفعالات ؟!
سأجيبك ، صحيح أننا خُلقنا بقلوب تتفاعل و عقول لا تسكن عن التفكير ..
و الإنفعال في حالتنا يكاد يكون مستحيلا  و إلا كنا لنصبح مَثلنا مثل الحجر الأصم الأبكم و لا فرق ..
إذن فما الجواب ؟!
أظن أن الجواب يسكن في تفسير الإمام الشعراوي لقوله تعالى :

﴿وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ﴾

إذ يقول : [ إن الإسلام لا يريد من المؤمن أن يُصَبَّ في قالب من حديد لا عواطف له ، فالله سبحانه و تعالى يريد للمؤمن أن ينفعل للأحداث أيضًا ، لكن الانفعال المناسب للحدث ، الانفعال السامي ، الانفعال المثمر، و لا يأتي بالانفعال المدمر ].
و هنا مربط الفرس ، إن الإنفعالات التي تختلجنا هي انفعالات لا تُبقي و لا تذَر من ورائنا شيئا إلا سَوَّته بالأرض .. و شتان بين هذا و ذاك !
شتان بين قول جاء بعد إعادة تفكير و معالجة و ضبط نفس و مكابدة ، و قول جاء جُزافا يتلقاه القائل و المستمع في اللحظة ذاتها ، لتشتعل جذوة حريق أنى لها أن تنطفى دون أن تُحرق مَن حَضَر !


زينب_شكرالله

No comments:

Post a Comment