يراودني دائما شعور غريب و محير ، حول ماهية المفاهيم عند كل شخص أو بالأحرى ما الصورة الذهنية المركبة لكل شخص في مخيلته عند سماع مفهوم بسيط كان أو معقد ؟
ولكي أكون أكثر دقة : هل يمكننا اعتبار كل مفهوم هو فقط تعبير قريب لما نحس به و نعتقد أنه حقيقة ؟ أم أن المفاهيم و التعابير هي فقط تبسيطات لغوية ، علمية ، ثقافية تقرب لنا الصورة باعتبارنا مستقبلات بشرية ذات وعي وراءه لاوعي خفي ؟ أم أن الانسان قادر على فهم و شرح المفاهيم بالدقة المطلوبة ؟
كل هذه التساؤلات هي نابعة عن تجارب شخصية لا أعممها ، لكن لي إحساس قوي أنها مشتركة بيننا ، فلطالما احتجنا في الدين مثلا لعلماء و مفسرين للقرآن الكريم و السنة ، لا لشيئ غير تقريب للمعنى و خوصصة المفهوم بدقة ، كما نحتاج إلى أهل الاختصاص في العلم لتفسير المفاهيم العلمية والطبية و الفلكية… و الرابط الأوحد بين كل هذه مجالات هو مفهوم ( الخاص و التخصص و الاختصاص ) أي أنه من الصعوبة من ماكان فهم المعنى من المفهوم بشكل بسيط من العامة .
يمكننا القول أننا كبشر داخل مجتمعات متفرقة خلقنا نوعا من العقود الاجتماعية بيننا و فرقنا المفهوم إلى ماهو واضح و آخر معقد ، وجعلنا الغاية الأسمى ليست بفهم المفهوم عينه و حيتياته ، بل إيصال معنى مشترك بين الناس ولو بدرجة متفاوتة الفهم .
ربما يمكنني القول أن الخلفية الدينية و الثقافية و الاقتصادية لكل مجتمع تؤصل بشكل كبير للعلاقة الرابطة بين المفهوم و المعنى ، و أن اختلاف التصورات الذهنية بين الناس حول مفهوم الحرية مثلا قد يصنع الرقي أحيانا و الهمجية أحيانا ، فقط بمجرد الانتقال من شخص لآخر .
كما قال الله عز وجل﴿ واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ﴾ سورة الحجر .
و حسب المفسرين و على رأسهم ابن كثير أن المعنى هنا لليقين هو الموت ، الموت الذي يوقن المؤمن أنه ملاقيه . أي أن اليقين هنا لا يعني المعرفة ، كما يزعم الملاحدة . و سلام
No comments:
Post a Comment