آخر المقالات

Tuesday, February 1, 2022

اطمئن الله معك


و من منا لا يتفق على أن أحد أهم عوامل فشل أهدافنا و إنجازاتنا هو الاستسلام للملل في حين نجد أن لكل إنجاز وقت معين لك يكتمل و هذا الوقت هو الذي يبني شخصياتنا. 
فهناك سُنة ربانية ثابتة و هي التدرج قال تعالى: {هُوَ الذي خَلَقَ السماوات والأرض فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ استوى عَلَى العرش}. مع العلم أن الله سبحانه و تعالى قادر على خلقها في ثانية واحدة لكن يريد أن يعلمنا الصبر على وقت الإنجازات و أن نُهوِّن على أنفسنا.
فهناك بعض الإنجازات و الأهداف التي قد تستغرق ساعة واحدة فقط لتكتمل في حين هناك أخرى قد تحتاج العديد من السنوات فمثلا نجد الطبيب الإنجليزي ويليام هارفي الذي اكتشف الدورة الدموية و التي استغرقت منه 30 سنة من الأبحاث و التجارب لكي يُثبت حقيقتها في جسم الإنسان و كيف يعمل القلب كمضخة. و لا ننسى الإمام البخاري فبعد 16 سنة وهو يجول حول العالم استطاع أن يؤلف صحيح البخاري. و من منا لا يسعى إلى إصلاح نفسه، فعندما تُذنب لا تستسلم إنه يحب التوابين، عد إلى من هو عالم و مطلع على أحوالك و استغفره حتى و إن كررت نفس الذنب، فأنت في رحلة لإصلاح نفسك.لذلك نجد من الطبيعي أن لكل إنجاز وقت معين و الذي يستسلم للملل لا يحقق شيئ.
و من خلال تجاربي المتواضعة إليك عزيزي القارئ بعض الحلول للتغلب على شعور الملل و الكسل، أولها عِش بحول الله و قُوَّتِه لا بحولك و قوتك، استعن بالله على تحقيق إنجازاتك و أهدافك، خذ بالأسباب أي الأدوات المتوفرة لديك في إطار طاقتك، لا تأخذ بالأسباب و تذهب لشخص آخر و تسأله على أن يعينك في تحقيق هدفك، اسأل الله الأحد و لا تُشرك معه أحد.
فالسيدة مريم و هي مُنهكة بعد ولادة سيدنا عيسى عليه السلام تريد أن تأكل شيئا فقال لها الله سبحانه وتعالى:{وهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ}، يريد أن يقول لها سبحانه و تعالى حتى و أنت منهكة و ضعيفة خذي بالأسباب و ابذُلي ما في وسعك وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا فكلي و اشربي و قري عينا...
و لا أنسى أن أذكر قصة نوح عليه السلام عندما استهزئ منه قومه و سخروا منه بعدما أمره الله عز و جل ببناء السفينة في الصحراء، فأي سفينة عساها أن تُبحر في الصحراء، فاتجأ إلى رب الأسباب{ فَدَعاَ رَبَّه أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِر}. فنوح عليه السلام لم يفكر في كيف يمكن للسفينة أن تُبحر هو فقط اجتهد في بنائها و اجتهد فيما تطيقه نفسه. فتعلم أن تأخذ بالأسباب على قدر استطاعتك و فيما تطيقه نفسك و ربك سيعطيك من حيث لا تدري، فسعيك هو الذي ستُحاسب عليه لذلك فأنت مسؤول عن السعي لا النتيجة. قال تعالى {وَ أَنَّ لَيْسَ لِلإِنْساَنِ إِلاَّ ماَ سَعَى وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى ثُمَّ يُجْزَاهُ الجَزَاءَ الأَوْفَى}.
أما الحل الثاني الذي لا يمر عَلَيَّ وقت الامتحانات إلا و أجد نفسي ألتجأ إليه و هو كلما ينتابني الشعور بالملل أتخيل نقطة النهاية و أنا قد وصلت إلى مبتغاي و هدفي، فكما ذكر الكاتب جمال إسلام في كتابه الرائع (فاتتني صلاة) عبارة جميلة "هذا الوقت سيمضي" رددها مع نفسك في الوقت الذي يكون فيه عملك شاقا و طاقت نفسك للراحة،فهذا الوقت سوف يمضي حتما و هذا الشعور لن يلازمك طوال يومك أو كل يوم.
فطمئن قلبك واصبر لكي تحقق أحلامك و أهدافك فالوقت عامل أساسي للنجاح و تذكر دائما أن النجاح الحقيقي هو الاستمرار بعد الملل.


المصادر:
▪︎فيديوهات الداعية مصطفى حسني.
▪︎ كتاب فاتتني صلاة للكاتب إسلام جمال.

No comments:

Post a Comment