آخر المقالات

Sunday, May 8, 2022

الحياة




استقل أحدهم قِطاراً ، أو هي سيارة ربما ،  لا يدري ، هو فقط كان مسرعا و كُل ما هَمَّه الوجهة لا الوسيلة ..
محطة تتلوها محطة و مَسيرٌ لا يكاد ينتهي ، لم يعلم أحد بوجهة ذاك الغريب ، هل هو أصم أم كفيف ربما ؟!
بالهدوء فقط اكتفى ، و بالشرود في الوصول غاص أخَذَت منه الرحلة كل وقته و تركيزه.
و خشي أن يداهمه الوقت قبل أن ينال المبتغى ، متردد القرار كان ، متمرداً بذاته ، خلْط في شخصيته لا يكاد يُحتمل و غموض لا مُنتهي .. 
ها هو القطار الذي استقل توقف في آخِر مَحَطة ..
نعم كان قطاراً لاحتكاك كل ذاك الحشد حوله ..
دنا من الباب دُنُوّاً غريبا ، و ارتسمت بِعينيه تلك  الدهشة .. 
كيف ذلك ؟! نعم لقد استحَلَّ الشرود و غفل ، غفل  عن وجهة رسمها في برهة ، هي وجهة جافة ، قاحلة ، تمثل  اليابس من الأرض ، دون الأخضر ..
ما العمل سوى حسرة متأخرة تُجفي القلب و تدمي المُقَل أحياناً ، لن تفيد و لن تنفع .. حقا لن ينفع الندم ..
ارتشف الشاب من كأسه رشفتين و تأمل حوله ..
ما الذي حصل أين هو ؟ 
دارت به دنياه مرتين ..
و أيقن أنها دنيا واحدة لا ازدواجية لها ..
لم يكن قطاراً حقاًّ كانت حياته التي غاب بدرها لم يَحياها بِحبها و آمالها ، ركَّز في مجهولها أكثر مِن مضمونها ..

No comments:

Post a Comment