آخر المقالات

Thursday, May 5, 2022

الزواج




في كل مرة أفكر فيها في الزواج، أول ما يَتبادر إلى ذهني، استخفاف الناس به؛ والنظر إلى ما قد وصفه الله عز وجل ب "الميثاق الغليظ" كأمر في غاية البساطة، يبدأ بنظرة لِمحاسن الوجه وينتهي بزفاف فاخر، وما بينهما مجرد مزايدات في المُهور، تغافلات عن نواقص الطرفين، واستماتة لإصلاح عيوب البشرة و الشعر....لكن منظومة الزواج أرقى من هذه السخافات كلها... الزواج من أقدس العلاقات الإنسانية، فهو في نهاية الأمر مشروع عمر، يتطلب الكثير من الدراسة والتَّروي والتخطيط. فإن لم يكن مراده إنشاء أسرة تسودها المودة والرحمة وأساسها الصدق والاحترام، فلا داعي له ، إن لم يكن الرجل فيه قَوَّاماً على أهل بيته بكل ما تحمله القوامة من دلالة، وأن يستطيع تحمل مسؤولية أسرته المعنوية منها قبل المادية... أن يكون باختصار عموداً مستقيما لبيته، فَحَرِيٌّ به أن لا يتزوج، وإن لم تستطع المرأة بدورها أن تحتوي أسرتها وتمنحها الدفء، وتفهم واجبها وما عليها، و دورها البناء كَزوجة و كأم... أن تكون بإختصار جدراناً مَتينة لبيتها، فلا غاية ترجى من زواجها.

لم يكن الحب يوما وصفة سحرية لاستمرار الزواج ونجاحه، هو عامل مهم وأساسي، لكنه يحتاج لمقومات أخرى على قدر أهميته ليكبر بها على مر السنين، لِذا فقرار مصيري كهذا يحتاج إستحضار العقل والمنطق، لإختيار الشخص المناسب لِمقاسات قلوبنا، فمَشاعرنا معرضة للإستنزاف، وقلوبنا غير قابلة للصيانة كل مرة لِنجازف بها في علاقات فاشلة ذات أساس متهاوي ...


حنان بومزكور

No comments:

Post a Comment