آخر المقالات

Monday, March 7, 2022

صمت رهيب‎‎



أتذكر جيدا اليوم الذي كنت جالسة فيه على الرمال الذهبية بجواره! أجسادنا المصوبة نحو المياه الزرقاء اللامعة..كان الفصل ربيعا...نظر إلي بعيون عميقة  أرهفت أحاسيسي...عيون معاتبة لبعدي عنها...كانت تحاكي الكثير بل تعبر عن براكين  الشوق المصاحبة لبعدنا الكئيب...اخفضت نظراتي بخجل لأبتعد عن مرأى عيونه الحالمة...لازلت أتذكر ماقاله لي فقط لكسر ذلك الصمت الرهيب الذي التهم الأجواء " لم غيرت عطر الياسمين العذب..لا أنكر أن رائحة  الفراولة تضفي على ملامحك لمسة من الرقة المتناهية...لكني لطالما فضلت الياسمين" التففت مصوبة إليه نظرات متسائلة... هل لازال يتذكر !... في الواقع، دقته هاته تجذبني إليه بقوة. ساد الصمت مرة أخرى... وبعد هنيهات قدم لي كيسا متوسط الحجم....ترددت لبرهات ثم فتحته بالعرض البطئ...فإذ بي أجد تلالا من الحلوى والشوكولاة مستكينة في قاع الكيس...ضحكت بخفوت زاد من بريق عيونه... التقطت علبة بسكويت... فتحتها وإنخرطت بإنتشال قضمات من جوفها ...وإذ به يراقبني بمرح... فهتف بتأفف ساذج مطالبا إطعامه....يالهذا الطفل الضخم ! لطالما عهدته متمردا... سللت يدي دون وعي إلى أحد قطع حلوى البرقوق السكرية، ووجهتها نحو فاهه فإذ  به يلتهمها كاملة!...شتان بين قضمته الضارية و قضماتي المتقطعة الصغيرة التي تبدو كقبل بريئة عابثة. 


صباح معنان

No comments:

Post a Comment