آخر المقالات

Friday, March 4, 2022

كيف تَكون متحضرا في 3 خطوات ؟! ( وصفة مُجرَّبة )




مَن قال أن العنصرية ماتت و أن زمانها ولَّى مع مارتن لوثر كينج و نيلسون مانديلا ؟!
الحرب ..
أبشع أشكال التناطح البشري عندما يبلغ أوجَه ..
يُقال أن ما لا يكشفه الرخاء ، تكشفه الشدة ، و لا شِدة أقوى مِن الحرب !
و جاءت حرب قوم " متحضرين " لِتخبرنا أن العنصرية لم تزل تُعشش في أدمغة الكثير مِن مَن كل ما فيهم خاصم الحضارة ، هذا إن كان قد حاباها يوما !
إذ في القرن الحادي و العشرين و حسَب آخر المستجدات تم ظهور تعريف حديث للحضارة ، أو بشكل أدق الأشخاص الحضريين ..
سجِّل معي عزيزي القارئ ، الوصفة كالتالي ، لِتصبح إنسانا متحضرا : 
أولا ينبغي أن نبدأ ببشرة بيضاء ، فالسُّود لا مكان لهم هنا ، إنهم عِرق أدنى من أسيادهم البيض ، حسب معلوماتي البيولوجية أظن أن الفرق بينهما هو بعض الميلانين لا أكثر ، لكن لا تسألني عن العلاقة بين تفاوت نسبة الميلانين و الحضارة ، لأني ببساطة لا أعلم ..
بعدها ينبغي إضافة عيون ملونة إلى الوصفة و حبذا لو كانت زرقاء .. 
ثم نأتي على المكون الأخير ، لابد أن يكون الشخص المتحضر أوروبيا ! 
لأن انتسابه للشرق الأوسط مثلا يعتبر خللا كبيرا في الوصفة ! 
مالَنا و مال الشرق الأوسط ؟! 
هُم أقل مِن أن يستحقوا الحياة ! 
و نحن أرفع قدراً من أن نشغل وقتنا الثمين في الحديث عنهم بصفتهم أَناسِيًّا ( جمع : إنسان ) بدل خلق مفاهيم مُعاقة غااية في الأهمية عن الحضارة .. !
تحذير : إياك أن تضيف مُكوِّن " الإسلام " على الوصفة السابقة ! 
وجود هذا المكون بالضبط يفسد الوصفة كَكُل و قد يسبب لك فضيحة و إحراجاً أمام ضيوفك على العشاء .. ( أعتذر أظن أنني قد اندمجت أكثر من اللازم )
الشخص ذو الوَجهين ، إذا ما طال به الزمن قد ينسى ارتداء قناعه الثاني يوما ، قد يخرج عاري النفس أمام من تنكر لهم عُمراً ! 
أظن أن هذا ما حصل وسط هذه الجَلبة ..
مع العلم أن الغرب لم يخفي وجهه الحقيقي تماما يوما ، غير أنه كان غالبا ما يُحسِّن صوته و يخفي أنيابه ، تماما كالذئب في قصة " ليلى ذات الوشاح الأحمر " 
إذ حسب المادة 2 مِن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ( 1948 ) ، التي جاءت كالتالي  :

" لكلِّ إنسان حقُّ التمتُّع بجميع الحقوق والحرِّيات المذكورة في هذا الإعلان، دونما تمييز من أيِّ نوع، ولا سيما التمييز بسبب العنصر، أو اللون، أو الجنس، أو اللغة، أو الدِّين، أو الرأي سياسيًّا وغير سياسي، أو الأصل الوطني أو الاجتماعي، أو الثروة، أو المولد، أو أيِّ وضع آخر. وفضلاً عن ذلك لا يجوز التمييزُ علي أساس الوضع السياسي أو القانوني أو الدولي للبلد أو الإقليم الذي ينتمي إليه الشخص، سواء أكان مستقلاًّ أو موضوعًا تحت الوصاية أو غير متمتِّع بالحكم الذاتي أم خاضعًا لأيِّ قيد آخر على سيادته. "

و هنا يظهر جَليا أن اللون ، و العِرق و الدين كلها عناصر لا تُحَدد كوننا حضاريين نستحق الحياة أو العكس ! 
فإذا بها البنود التي وُضعت مِن قِبَلهم بالأمس تُخالف على ألسنتهم اليوم  ! 
و لله في خلقه شؤون !


زينب_شكرالله


No comments:

Post a Comment