آخر المقالات

Wednesday, March 16, 2022

وعد صادق-الجزء1




قرية صغيرة، مناظرها يكفيك نظرك إليها. أهلها يعرفون بعضهم كأنهم أسرة. يعيش بينهم 'الحنفي'

صاحب ثلاث أبناء في بيت قديم؛ تلك المنازل التي نعرفها حق المعرفة بجبالنا، متراصة بالأحجار

وخلطة عجيبة من الرمل والتراب. زُعم أنه ساحر لكننا لم نشهد له شيئا من هذا القبيل.

’ايبورك’ وهو أصغر أولاده يعيش حياة اللعب والترفيه عن النفس لكنّ داخله يعيش ألم الحب

والاشتياق لابنة حاكم القرية 'تيتريت'، لا يعلم كيف وقع في حبها. كما أن أصحابه كانوا دائما ما ينصحونه بالابتعاد

والنسيان، فهناك العديد والعديد من فتيات الدوار اللواتي يتمنينه، ’ايبورك’ يعلم جليا أنْ لا أمل له في هذه العلاقة

خصوصا وأنه لا يملك لا زادا ولا دينارا ليتقدم ليدها من والدها، رغم ذلك بقي ثابتا في قراره كأنه ينتظر القدر

ليتدخل. مع مرور الوقت والأيام والحالُ نفس الحال تعاطى الحشيش؛ راغبا في لحظات من إرضاء الذا والنسيان. 

جاء اليوم الموعود وطلب 'الحنفي' من زوجته لم شمل الأبناء ليدلي لهم بوصيته من على فراش الفراق، اجتمعت

الاسرة وبدأ الاب بالحديث وهم منصتون منتبهون، ليفارقنا بعدها؛ وتعم البيت أحاسيس الأسى والحزن.

’ايبورك’ لم يتأثر وذهب مسرعا لحجرة أبيه؛ وجد هناك كيسا به سجادة، طربوشا وقداحة سجائر، لحق عليه

أفراد أسرته ذلك أنهم لاحظوا غيابه بينهم، عرفوا مكانه لأن وصية الأب كانت ألا يدخل أحد حجرته لأي سبب كان.

نال ’ايبورك’ ما نال من السخط والذم؛ بعدها أعطى إخوته نصيبهم من الكيس؛

أعطى 'بلعيد' الطربوش ذلك أنه تاجر، أما الأكبر فكان نصيبه السجادة كونه إمام المسجد بالدوار،

ليحتفظ هو بالقداحة ويتبقى للأم الكيس الفارغ.

أحس ’ايبورك’ بالفراغ فصعد لبيته وأخذ سيجارته كسائر المرات، لحظة تفاجأ بتحول رماد السيجارة إلى لآلئ

وجواهر عرف حينها أن القداحة هي السر وراء ذلك.

جمع حصة لا يستهان بها من الجواهر بعد أن أفرط في التدخين وراح بها إلى السوق.

أصبح أمره مفضوحا لدى الجميع، والكل يتساءل من أين لابن الساحر كل هذه الثروة؟

من أعطى هذا الكسول كل هذا؟ هل الأب وراء ذلك؟ لو كان كذلك فللإخوة أيضا نصيب؟

علم الحاكم بالأمر وكذا ابنته، أمر بدعوة ’ايبورك’ للقصر ليستفسر عن الأمر.

وصلت الدعوة لكن ’ايبورك’ رفضها رفضا تاما وأتبع الرسول الجملة التالية: أين كان الحاكم عني كل هذه السنين؟

غضب الحاكم وأخذ يولول بين حرسه لتصرف ابن الساحر ذاك؛ فقرر أن يكشف وحده سر ثروته المفاجئة.

مرة صباحا وعلى غرار كل المرات، ’ايبورك’ يتواجد ببستان القصر أمام بيت الأميرة مراقبا إياها،

حينها بادلته التحية ملوحة بيدها. أمرت بنت الحاكم خادمتها بإحضار ’ايبورك’ للباب الخلفي للقصر

لتعقد معه جلسة حميمية. اندهش ابن الساحر لما سمعه من الخادمة التي أيقظته من شروده وهو آخذ سيجارته،

فهرول مسرعا للمكان المنشود؛ تبادلا التحايا والإعجاب بعدها سألته عن ثروته ليخبرها الساذج كل ما في الأمر.

يتبع...


قصة مستوحاة من الفلم الأمازيغي الحكمة (بتصرف)



خالد برتاوش


No comments:

Post a Comment