آخر المقالات

Friday, March 18, 2022

وعد صادق-الجزء2



استغلت حبه لها لتعلم السر، أرسلت الحرس للإطاحة به بعد فراقهما فسلبوا منه القداحة. أخذتها لأبيها وأخبرته السر وراءها لينهال عليها بالرضى، جرب الحاكم تدخين الحشيش للوهلة الأولى من حصوله على الولاعة، لكن الأمر لم ينجح معه.

’ايبورك’ المسكين رجع البيت وهو حائر لا يعلم ما الذي سيفعله، اختلطت عليه الأمور وهو الذي ظن أن حياته تغيرت ليجد نفسه في نقطة الصفر مجددا، فكر جليا ففطن أن لا بد أن يكون في الطربوش سرا كذلك؛ طلبه من أخيه الذي لم يلبسه قط، ثم ذهب لحجرته محاولا كشف سره؛ وضعه على رأسه فإذا به يسمع نداء أمه التي تطلبه لإحضار الإناء، توجه ناحية أمه حاملا الإناء؛ فأغمي عليها هلعا، استغرب للأمر؛ انتظر إلى أن استيقظت أمه أزال الطربوش واستفسرها عن السبب قالت له: "لما ناديتك لتحضر الإناء جاءني وحده" أخبرها مندهشا أنه من أحضره لها فلم تصدق. أسرع ’ايبورك’ لبيته ثانية أخد المرآة وقام بتجربة الطربوش أمامها توصل إلى أن الطربوش يساعده على الاختفاء. 

بهذه الحيلة الجديدة التي امتلكها ’ايبورك’ استطاع أن يحصل على كل ما تمناه، أصبح يُحضر كل ما أراده من الأطعمة دون أن يلمحه أحد بالسوق بل إن الناس هربوا لرؤيتهم الأطعمة تتحرك لوحدها.

 فكر مجددا في حلمه. تمكن أن يتسلل لداخل القصر بالأصح لغرفة الأميرة التي كانت في وضعية العزلة والوحدانية مرتدية ثوبا خفيفا؛ لم يتمالك نفسه فكشف أمره لها، صرخت ابنة الحاكم واستغربت لطريقة دخوله لحجرتها؛ أخبرها أنها غشاشة وأنها استغلته في لقائهم الأول إلا أنها عرفت كيف تقنعه أنها لم تفكر ولو للحظة في خداعه و قالت إن أباها من أمر الحراس للامساك به وأنها لو علمت بذلك لنبهته، صدّقها ’ايبورك’ بسرعة لأن عقله يكون غائبا معها فقط قلبه من يتكلم ويتحكم به، بعدها طلبت منه إخبارها طريقة دخوله دون علم أحد، فقال: "هذا الطربوش ضعيه على رأسك وستختفين عن الأنظار"، لما وضعته صرخت مجددا لكن هذه المرة باستمرار ليسرع الحراس لغرفتها وتهرب وهي متخفية، وجد الحرس ’ايبورك’ بالحجرة فأنهكوه ضربا ثم قيدوه بأحد أشجار البستان.

لاحظ أصدقاء ’ايبورك’ غيابه عنهم لمدة ليست بقصيرة؛ قصدوا البستان لأنهم يعلمون أنه المكان الوحيد الذي يقضي فيه معظم وقته مراقبا ابنة الحاكم، لما وصلوا وجدوه مقيدا انتظروا إلى أن نام الحرس وساعدوه في الهرب، شكرهم على مساعدتهم له وعاد لبيته وهو محطم من جديد لفعل الأميرة المشين.

قرر ’ايبورك’ الانتقام، ذهب عند إمام المسجد الذي وجده بالقرب من الباب؛ طلب منه السجادة التي خلفها لهم الأب لكن الأخ الأكبر سأله عن غايته منها فأجاب: "لقد عفى الله عني ولقد اهتديت للصلاة"

فرح الأخ 'اسماعيل' لما سمعه فقال له: "اُدخل لصالة المسجد وستجد مرادك هناك"، دخل ’ايبورك’ ثم أخذ السجادة وعاد مسرعا للمنزل بعد أن شكر أخاه، عند وصوله بدأ في الصلاة مستعملا السجادة في كل حين رغبة في معرفة السر وراءها، جرب كل الوضعيات الممكنة حتى الشقلبة البهلوانية، لكن دون أي نتيجة تذكر؛ كل محاولاته ذهبت سدى، أحس بالتعب و خيبة أمل كبيرين، ثم اتكأ فوق السجادة؛ ما إن تمدد حتى ظهر عفريت يطلب منه الإدلاء بأمنية، اندهش ’ايبورك’ ثم أجاب طالبا: "أريد الذهاب عند ابنة الحاكم" فكان له ما أراد، نقل المارد ابن الساحر إلى القصر و التقى بحبيبته مرة أخرى قال لها: "لقد جئت هذه المرة لأتزوجك رغم سلوكاتك القبيحة معي"

قالت: "لو كان كذلك لقصدت الباب ولدخلت من حيث يدخل الناس لا مستعملا حيلك الخبيثة هذه، بالمناسبة أخبرني كيف تمكنت من الدخول؟"

يتبع...


قصة مستوحاة من الفلم الأمازيغي الحكمة (بتصرف)



خالد برتاوش

No comments:

Post a Comment