آخر المقالات

Tuesday, February 22, 2022

مرارة الفراق‎‎



و ماذا عن حفيدة قد اشتاقت لرؤيتك؟
كنت أمي لأن الأم هي من ربَّت و ليس من حملت.
كنت أبي لأنني ترعرعت و شربت و أكلت في بيتك و ليس بيت أبي.
و أنا أكتب هذه الكلمات سقطت دموعي من حيث لا أشعر، تذكرت 20 عاما من جهدك و عطائك لي، و أنا أبلغ 20 عاما و مازلت تداعبينني كطفلة لازالت تحتاج لذلك الأنس، و أنا أبلغ 20 عاما لا زلت تمسحين على رأسي كالطفل الرضيع.
علمتني جدتي أن إكرام الضيف صفاء و نقاء للوجه وأن التواضع ارتقاء و أن الحياء وقار و أن القيام لصلاة الفجر أسلوب حياة الناجحين و أن زيارة الرحم واجب.
لعل أن زيارة الرحم كانت لديك ككوب من الماء تروي به عطشك، ففي عز وباء الكورونا و في فترة الحجر الصحي حتى و إن لم تستطيعي زيارة أقاربك كان الاتصال بهم واجب يومي.
و من أجده بعد و فاتك يتصدق علَيَّ بدعوة خالصة صادقة فدعاؤك لي عند خروجي من البيت و أنا ذاهبة لطلب العلم لازال يتردد في أذني ولا أبخل أن أذكر أسرها و أحبها لقلبي"الله يعطيك النصر و القعدة وسط القصر".
و من تكون حنون الأحنة و أنا طارحة الفراش.
ومن أجده يعد لي طعاما من ألذ و أطيب ما تشتهيه الأنفس.
لم أجرب مرارة الفراق من قبل، كنت أسمع فلانا مات، أدعو له بالتباث و المغفرة و إن كان ذو مكانة في قلبي أبكي ثم يمضي ذلك الشعور لكن وفاتك غير ذلك.
ليلة وفاتك كنت أشعر بضيق شديد في صدري كأنني أحسست أن أجلك قد اقترب فدعوت الله أن يكون إحساسي غير صائب لكن ما إن أشرقت شمس الغد تلقيت خبر وفاتك لم أصدق حتى وقد شعرت بذلك من قبل.
نعم فارقت هذه الحياة ولكن من الصعب نسيانك فقد كنت زهرة الحياة، بشوشة الوجه...ناذرة لايشبهها أحد.
يجب أن نعلم أن الله خلقنا لنُصلح و نُعمر في الأرض و نبنيها و ننجح فيها لنَسعد و نُسعد الناس لذلك نجد أن هناك أناس حتى و إن فارقوا هذه الحياة في كل مجمع لابد من ذكرهم و الترحم عليهم.
فكن خليفة الله على الأرض و اعمل و اترك بصمتك و أسعد الناس لكي تكون ضمن لائحة هؤلاء الذين ذُكروا بالخير في حياتهم و حتي من بعد مماتهم.

No comments:

Post a Comment